اعمال عنف وجريمة منتشرة في مجتمعنا, حيث نسمع في كل اسبوع عدة احداث دموية وجرائم قتل تهز مشاعرنا وتعتصر قلوبنا الماً لفقدان شباب في ،
ريعان العمر واعتداءات واصابات خطيرة... فتجد المجتمع محتاراً لما يحدث على ارض الواقع, وها نحن نفقد مكانتنا بين الشعوب وايضاً بين انفسنا, ان ما يحدث يسيطر عليه الجهل وقد تجد فئة من مجتمعنا غريزتهم الشر والعنف ...
واذ نحن نفتخر بتاريخنا وحضارتنا وعقيدتنا تبقى بعض العادات والمورثات الاجتماعية الرجعية والتي تعود بالضرر علينا, فعلى سبيل المثال: ظاهرة العنف وكيف يتم مكافحتها وحل الخصومات؟ ومنهم من يستعمل امثالنا ومصطلحاتنا التي تشجع العنف مثال على ذلك: قوم بدون جهال ضاعت حقوقها...وان لم تكن ذئباً اكلتك الذئاب!!
فمثلاً عند حدوث خلاف واعمال شغب بين طفلين في الشارع او في المدرسة وضرب احدهم الاخر, تجد الكثير من الاباء يقول لابنه: "ارجع واضربه كما ضربك ولا تعود الى البيت حتى تأخذ حقك منه" والبعض منا يقوم بتشجيع هذه الظاهرة بطريقة مباشرة وغير مباشرة, ومن الاباء ما تحركه وتسيطر عليه غريزة الشر واذ به يحرض اولاده ضد خصومه باساليب عدائية ولاسباب تافهة, وقد يكون هؤلاء من اقرباءه!!
هذه الظاهرة ما هي الا خطوة الى الوراء وقد تؤدي الى نتائج سلبية نحن بالغنى عنها, حيث يتم معالجة ومكافحة العنف بطريقة متهورة فتنمي نزعة العنف عند الابناء ومحفزاً للتناحر مما يؤدي الى احداث مؤسفة في بعض الاحيان وفي هذه الحالة (لا سمح الله) عند وقوع جريمة او أي مكروه فمن غير المنطق والعدل ان يدفع الثمن ويعاقب أي فرد من عائلة الجاني, وقد لا يعلم ولم يشارك في الشجار وبدون ان يرتكب أي ذنب وفي بعض الحالات يقتل انسان فقط لكونه ينتمي لتلك العائلة (وعدد هذه العائلة قد يكون اكثر من الف مواطن) ان معظم جرائم القتل التي حصلت كانت في البداية على خلفية جدال بسيط كان بالامكان التوصل الى حل واحتواء الموقف...
تجدر الاشارة الى ان من يسعى لاثارة المشاكل والنزعات العائلية هم فئة من المحرضين والحاقدين... ان ضعف الايمان والانتماء والتعصب القبلي يساهم في انتشار ظاهرة العنف ويستمر مسلسل الجريمة والاخذ بالثأر ويمزق النسيج الاجتماعي ...
فمن يبيح ويترك هذه الامور تسير عل هواها ولا يعمل بما فيه الكفاية لمنع استفحالها سيدفع ضريبة باهضة, الامر الذي يؤدي الى فقدان العدالة والتفائل بمستقبل افظل.